الثلاثاء، 7 يونيو 2016

تجربة الإنصياع للسلطة - Obedience to Authority Experiment

تم عمل تجربة ميلغرام في الإنصياع للسلطة لشرح بعض مما حدث في معسكرات الإعتقال النازية من أفعال مرعبة في الحرب العالمية الثانية.

"إفعل ما تُؤمر"

في المحاكمات التي لحقت الحرب العالمية الثانية، العديد من مجرمين الحرب ادّعوا أنهم لم يفعلوا سوى طاعة الأوامر الموجهة لهم وأنه لا يمكن توجيه التهم إليهم.
هل كان النازيين فعلًا أشرار وأصحاب قلوب باردة، أم أن هذا الأمر ظاهرة اجتماعية وقد تحدث لأي منّا في نفس الظروف؟

التجهيز لتجربة ستانلي ميلغرام:

قام العالم النفسي ستانلي ميلغرام (Stanley Milgram) بعمل مولد صدمات كهربائي يحتوي على 30 مفتاح، و تم ترقيم قوة المفاتيح واحد بعد الآخر لتبدأ قوة الصدمة من 15 فولت وتنتهي بـ 450 فولت.

قام بوضع ملصقات توضح مستوى الصعقات، مثل: صعق متوسط (75-150) فولت، صعق قوي (135-180) فولت، صعق شديد (375-420) فولت ، و أخيرًا وُضع بجانب (435-450) فولت علامة "XXX".

في الحقيقة، كان مولد الصدمات الكهربائي غير حقيقي ويُخرج أصواتًا فقط عند الضغط على المفاتيح.

تجمع 40 شخص (ذكور) عن طريق الإعلانات المنشورة في الصحف ورسائل البريد الإلكترونية ظنًا بأنهم سيشتركون في تجربة عن (التعلم والذاكرة).

في الإختبار، تم إطلاع كل شخص بشكل واضح أن المبلغ المدفوع لهم هو لحضورهم وأنه يمكنهم الإحتفاظ بالمال "مهما يحدث بعد ذلك".

تاليًا، تقابل كل شخص من الـ40 مع المُختَبِر - من يقود التجربة – بالإضافة إلى شخص ثالث (الشخص الثالث يبلغ من العمر47 عامًا ويعمل محاسبًا وهو في الحقيقة متعاون مع المُختَبِر ومن ضمن طاقم عمل التجربة الأساسية).

تم عمل قرعة للإختيار بين الشخصين (الأساسي والمتعاون) من سيكون الأُستاذ ومن سيكون الطالب، و في الواقع تم تصميم القرعة على أن يكون الشخص الأساسي دائمًا الأٌستاذ والمتعاون الطالب.

أمام الأُستاذ، تم إجلاس الطالب (المتعاون) على كرسي وربطه بأسلاك كهربائية، بعد ذلك، جلس أُستاذ في غرفة أخرى أمام جهاز مولد الصدمات وبالطبع، لايمكنه الآن أن يرى الطالب المربوط بالأسلاك الكهربائية.

سؤال البحث:

الهدف من عمل تجربة ستانلي ميلغرام هو الإجابة على هذا السؤال:

"إلى متى يمكن لشخص أن يستمر في صعق شخص آخر إذا قِيل له أن يفعل ذلك، بالرغم من معرفته لمقدار الضرر و الألم الذي سيتسبب به على الشخص الآخر؟"

للتذكير، لقد قابل الأُستاذ الطالب قبل البدء بالتجربة، ويعلم أنه كان بالإمكان أن يكون في مكانه يتلقى الصعقات بدلًا منه.

التجربة:

تم إلقاء التعليمات على الشخص الأساسي (الأُستاذ) قبل البدء، على الأستاذ أن يصعق الطالب كعقاب إذا أخطأ و يزيد قوة الصعقة مع كل خطأ. في الواقع الطالب لم يتلقى أي من الصعقات، بل أُستبدل بشريط صوتي تم تسجيله من قبل ويعمل عندما يتم الضغط على أزرار الصعق.

إذا قام الأُستاذ بالتواصل مع القائم على التجربة المتواجد معه في نفس الغرفة، يرد عليه بـ(من فضلك استمر)، (التجربة تتطلب منك الإستمرار)، (ليس لديك أي خيار سوى الإستمرار)، بمعنى أنه يبدأ معه بعبارات بسيطة ويتدرج إلى العبارات ذات المظهر الإستبدادي في كل مرة يتواصل الأستاذ معه.
إذا قام الأُستاذ بالسؤال عن ما إذا كان مسؤولًا عن ما سيحدث للطالب، يجيب القائم على التجربة بـ(أنا المسؤول)، الرد سيكون مصدر راحة للأُستاذ وقد يُكمل التجربة.

النتائج:

  1. بالرغم من أن أغلب الأشخاص لم يكونوا مرتاحين لفعل ذلك، جميع الـ40 شخص أطاعوا حتى 300 فولت.
  2. 25 من أصل 40 اكملوا التجربة إلى أن وصلوا إلى أقصى قوة 450 فولت.


استنتاج – الإنصياع للسلطة:

قبل عمل التجربة، توقع الخبراء تقريبًا أن من 1إلى3% من الأشخاص لن يتوقفوا عن إعطاء الصعقات. توقعوا أنه يجب أن تكون شخص مريض عقليًأ لتكمل حتى النهاية.
مع ذلك، 65% لم يتوفقوا عن إعطاء الصعقات حتى بعد أن قال الطالب (الشريط المسجل) أنه يعاني من مشكلة قلبية. كيف لهذا أن يحدث؟ نؤمن الآن أنه مرتبط بسلوكنا الفطري أنه يجب علينا أن نفعل ما نُؤمر، خاصة إذا كان الشخص الآمر ذا سلطة.

فيديو للتجربة:






الأربعاء، 1 يونيو 2016

العلاج بالإستفزاز


يعتبر العلاج بالإستفزاز نوع من أنواع العلاج النفسي. الفكرة العامة لهذا العلاج هي أن يقف المعالج في صف الجهة السلبية للعميل، مثل السلبي من أهدافه الحياتية، أو علاقاته مع من حوله، أو عمله أو أي نظام في حياته ويعيش فيه.


مؤسس هذا النوع من العلاج هو فرانك فاريلّي (Frank Farrelly)، ولد سنة 1931م وتوفي سنة 2013م، عمل على تطوير هذا العلاج وتقنياته لمدة 17 سنة بعد أن كان مستاءً من جودته كمعالج، كان الهدف من استحداث العلاج هو ايجاد حلول ذات فعالية كبيرة و مرنة لمن يعاني من اضطراب مزمن وقد يكون ذا شخصية متمردة في نفس الوقت.


عمل فرانك مع كارل روجرز (صاحب نظرية العلاج المتمركز حول العميل) في مستشفى ولاية ميندوتا، ويسكونسون، وتعامل مع حالات فصامية بإستخدام طريقة روجرز، ولكن سرعان ما اكتشف فرانك أن المنهج التقليدي في العلاج لا يؤدي إلى النتائج المرجوة، فبدأ بعد ذلك تطوير منهج جديد يقوم على إخبار العملاء ما يشعر به فعلًا عنهم.


حصل فرانك على شهادة الماجستير في الخدمة الإجتماعية من جامعة كاثوليك وكان عضوًا في أكاديمية الأخصائيين الإجتماعيين المعتمدين. عمل كبروفيسور عيادي لعدة سنوات في جامعة ويسكونسون كلية الخدمة الإجتماعية، و بروفيسور عيادي مساعد في قسم الطب النفسي كلية الطب في نفس الجامعة.




ما هو العلاج بالإستفزاز؟


الفكرة التي يقوم عليها العلاج بالإستفزاز هي أن يتفق المعالج بشكل فكاهي مع الجانب السيء للعميل وإغراءه في مواصلة الذنب والتمسك بروحه الإنهزامية وانماطه السلوكية. الهدف من العلاج بالإستفزاز هو تغيير سلوك العميل. ومن بعض الأدوات الرئيسية التي يستخدمها المعالج لتحقيق هذا النوع من التغيير -بشكل من الدعابة طيبة القلب- هي:



  • المبالغة.
  • التهكم والسخرية.
  • انتقاص الذات.


يقوم المعالج بخلق بيئة للعميل عن طريق هذه الأدوات ليكون الناتج بأن يكتشف العميل الحلول بنفسه (بالإستبصار) في أمر كان يراه مشكلة. طريقة استبصار الحل هذه قد تُطبق بطرق عديدة مثل استخدام المجازات، نبرة الصوت وغيرهم وعلى المعالج أن لا يقترح حلًا للعميل أبدًا، حتى لو كان واضحًا جدًا.

مثال على تطبيق هذا العلاج ذكره أحد طلاب فرانك يدعى نيك كيمب (Nick Kemp)، يطلب نيك من العميل أن يتحدث ويصف مشكلته (فقدان الثقة للتحدث أمام الآخرين)، ثم يقوم نيك بطرح عدة إقتراحات عمدًا ليستحث العميل على التفكير بطريقة مختلفة عن المشكلة مثل ما إذا كان حجم أجساد الجمهور قد يشكل فرق بالنسبة له، ثم بعد ذلك يقترح أنه من الممكن لجمهور من الأقزام أن يكون خيارًا مناسب له وأنه بالإمكان أن يتخصص في هذا النوع من العرض. اقتراح آخر هو أن يتم وضع شخص مشابه له يقوم فقط بتحريك شفتيه ويكون هو وراء المسرح تتحدث.


طريقة أخرى استخدمها نيك في الحوار التالي:


نيك: إذًا ما هو برجك؟

العميل: سرطان.
نيك: يبدو إذًا أن هذا هو جذر المشكلة، المعروف أن أشخاص برج السرطان هم أقل قيمة من الأبراج الأخرى، ألا ترى أن اسمهم يشير إلى مرض خطير؟

يستخدم المعالج الفكاهة من أجل أن يرفع وعي العميل في إشكاليات وتأثير ومعرفة الأنماط السلوكية أو يصرف مشاعره عنها. الفكاهة هي المفتاح للعلاج بالإستفزاز، فكاهة غريبة وداعمة في نفس الوقت. على الرغم من أن الفكاهة تعتبر جانب من هذا العلاج، إلا أن الهدف ليس إلقاء النكت أو الظهور بشكل مضحك، وكلمة إستفزاز ليس معناها أن يكون المعالج هجوميًا أو عدوانيًأ تجاه العميل.



المصدر