الأربعاء، 1 يونيو 2016

العلاج بالإستفزاز


يعتبر العلاج بالإستفزاز نوع من أنواع العلاج النفسي. الفكرة العامة لهذا العلاج هي أن يقف المعالج في صف الجهة السلبية للعميل، مثل السلبي من أهدافه الحياتية، أو علاقاته مع من حوله، أو عمله أو أي نظام في حياته ويعيش فيه.


مؤسس هذا النوع من العلاج هو فرانك فاريلّي (Frank Farrelly)، ولد سنة 1931م وتوفي سنة 2013م، عمل على تطوير هذا العلاج وتقنياته لمدة 17 سنة بعد أن كان مستاءً من جودته كمعالج، كان الهدف من استحداث العلاج هو ايجاد حلول ذات فعالية كبيرة و مرنة لمن يعاني من اضطراب مزمن وقد يكون ذا شخصية متمردة في نفس الوقت.


عمل فرانك مع كارل روجرز (صاحب نظرية العلاج المتمركز حول العميل) في مستشفى ولاية ميندوتا، ويسكونسون، وتعامل مع حالات فصامية بإستخدام طريقة روجرز، ولكن سرعان ما اكتشف فرانك أن المنهج التقليدي في العلاج لا يؤدي إلى النتائج المرجوة، فبدأ بعد ذلك تطوير منهج جديد يقوم على إخبار العملاء ما يشعر به فعلًا عنهم.


حصل فرانك على شهادة الماجستير في الخدمة الإجتماعية من جامعة كاثوليك وكان عضوًا في أكاديمية الأخصائيين الإجتماعيين المعتمدين. عمل كبروفيسور عيادي لعدة سنوات في جامعة ويسكونسون كلية الخدمة الإجتماعية، و بروفيسور عيادي مساعد في قسم الطب النفسي كلية الطب في نفس الجامعة.




ما هو العلاج بالإستفزاز؟


الفكرة التي يقوم عليها العلاج بالإستفزاز هي أن يتفق المعالج بشكل فكاهي مع الجانب السيء للعميل وإغراءه في مواصلة الذنب والتمسك بروحه الإنهزامية وانماطه السلوكية. الهدف من العلاج بالإستفزاز هو تغيير سلوك العميل. ومن بعض الأدوات الرئيسية التي يستخدمها المعالج لتحقيق هذا النوع من التغيير -بشكل من الدعابة طيبة القلب- هي:



  • المبالغة.
  • التهكم والسخرية.
  • انتقاص الذات.


يقوم المعالج بخلق بيئة للعميل عن طريق هذه الأدوات ليكون الناتج بأن يكتشف العميل الحلول بنفسه (بالإستبصار) في أمر كان يراه مشكلة. طريقة استبصار الحل هذه قد تُطبق بطرق عديدة مثل استخدام المجازات، نبرة الصوت وغيرهم وعلى المعالج أن لا يقترح حلًا للعميل أبدًا، حتى لو كان واضحًا جدًا.

مثال على تطبيق هذا العلاج ذكره أحد طلاب فرانك يدعى نيك كيمب (Nick Kemp)، يطلب نيك من العميل أن يتحدث ويصف مشكلته (فقدان الثقة للتحدث أمام الآخرين)، ثم يقوم نيك بطرح عدة إقتراحات عمدًا ليستحث العميل على التفكير بطريقة مختلفة عن المشكلة مثل ما إذا كان حجم أجساد الجمهور قد يشكل فرق بالنسبة له، ثم بعد ذلك يقترح أنه من الممكن لجمهور من الأقزام أن يكون خيارًا مناسب له وأنه بالإمكان أن يتخصص في هذا النوع من العرض. اقتراح آخر هو أن يتم وضع شخص مشابه له يقوم فقط بتحريك شفتيه ويكون هو وراء المسرح تتحدث.


طريقة أخرى استخدمها نيك في الحوار التالي:


نيك: إذًا ما هو برجك؟

العميل: سرطان.
نيك: يبدو إذًا أن هذا هو جذر المشكلة، المعروف أن أشخاص برج السرطان هم أقل قيمة من الأبراج الأخرى، ألا ترى أن اسمهم يشير إلى مرض خطير؟

يستخدم المعالج الفكاهة من أجل أن يرفع وعي العميل في إشكاليات وتأثير ومعرفة الأنماط السلوكية أو يصرف مشاعره عنها. الفكاهة هي المفتاح للعلاج بالإستفزاز، فكاهة غريبة وداعمة في نفس الوقت. على الرغم من أن الفكاهة تعتبر جانب من هذا العلاج، إلا أن الهدف ليس إلقاء النكت أو الظهور بشكل مضحك، وكلمة إستفزاز ليس معناها أن يكون المعالج هجوميًا أو عدوانيًأ تجاه العميل.



المصدر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق